الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فحب النبي -صلى الله عليه وسلم- من مرتكزات الإيمان وأساسياته؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين. والحديث في الصحيحين وغيرهما عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-. وما من أحد من البشر أحق بالمحبة أكثر دواعيها فيه من نبينا وحبيبنا وقرة عيننا محمد -صلى الله عليه وسلم- بأبي هو وأمي. ولمعرفة الأسباب الجالبة لمحبة النبي -صلى الله عليه وسلم- راجع الفتويين التاليتين: 12185، 75172.
واعلم أن أبرز ما يتجسد فيه حب النبي -صلى الله عليه وسلم- طاعته واتباعه والاقتداء به في كل شيء، وتحكيم الشرع الذي جاء به في الصغير والكبير مع الانقياد التام ظاهراً وباطناً، قال تعالى: فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً [النساء:65].
وقال الحسن البصري -رحمه الله-: لا تغتر يا ابن آدم بقوله: أنت مع من أحببت. فإنه من أحب قوما تبع آثارهم، واعلم أنك لا تلحق بالأخيار حتى تتبع آثارهم، وحتى تأخذ بهديهم، وتقتدي بسنتهم، وتصبح وتمسي على مناهجهم؛ حرصاً على أن تكون منهم.
والله أعلم.