الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحمد لله الذي هداك ووفقك، ونسأل الله لنا ولك العون الاستقامة.
واعلمي أن الثبات على الدين والتمسك بتعاليمه في زمن الغربة، من أعظم ما يحمد عليه العبد، ويستحق به المثوبة من الله تعالى. فنوصيك بالثبات والاستقامة، وعدم التنازل عما ترينه من دين الله تعالى، وتعلمين أنه حكمه سبحانه، وعليك بإدامة الدعاء والتضرع إلى الله أن يثبتك على الحق.
وعليك أن تتلطفي في خطاب المعارضين لك، وتريهم كلام أهل العلم في المسألة محل النزاع، وتطلعيهم على الفتاوى الكثيرة في هذا الباب، ولا تخجلي من تمسكك بهدي النبي صلى الله عليه وسلم، ولا تسمحي لأحد أن يسبك أو يسيء إليك.
ولا نرى لك أن تتركي الدراسة، أو تدعي ما تقومين به من المهام، بل استمري في حياتك بصورة عادية غير مكترثة بهؤلاء الطاعنين عليك، وبمرور الوقت سيتعودون، وربما يهتدي بك أخريات، فيسلكن سبيلك -إن شاء الله- والمؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم، خير من الذي لا يخالط الناس، ولا يصبر على أذاهم.
وأما من لا ينتهي عن الأذية والإساءة، فلا حرج عليك في هجره ما دامت خلطته تجلب لك المضرة.
وفقك الله، وأعانك على أمر دينك.
والله أعلم.