الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالجهات الست إنما هي جهات اعتبارية بالنسبة للإنسان ونحوه من المخلوقات.
وأما العالم والأفلاك، فليس لها إلا جهتان حقيقيتان لا تتغيران بالنسبة لأحد، وهما: جهة العلو وجهة السفل، كما سبق بيانه في الفتوى: 132417.
والله عز وجل - سواء قبل أن يخلق الخلق، أم بعد أن خلقهم- لا ينسب إلا لجهة واحدة فقط، وهي: العلو المطلق، وراجع في ذلك الفتوى: 169635.
وصفة العلو التي يوصف الله عز وجل بها، إن فسرت بالمكان، فاللفظ خاطئ والمعنى صحيح؛ ولذلك سبق أن بينا أن تنزيه الله عز وجل عن المكان يطلق ويراد به معان، بعضها صحيح، وبعضها ليس كذلك، وراجع في ذلك الفتوى: 356392.
والله أعلم.