الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن تأليف القصص الخيالية للحث على الفضائل، والدعوة إلى جميل الشمائل جائز.
قال الهيتمي في التحفة: قول بعض أئمتنا في الحديث الصحيح: «حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج» وفي رواية: «فإنه كانت فيهم أعاجيب» هذا دال على حل سماع تلك الأعاجيب للفرجة لا للحجة.
ومنه يؤخذ حل سماع الأعاجيب والغرائب من كل ما لا يتيقن كذبه بقصد الفرجة، بل وما يتيقن كذبه لكن قصد به ضرب الأمثال والمواعظ وتعليم نحو الشجاعة على ألسنة آدميين أو حيوانات. اهـ.
ونقله عنه الحصكفي في الدر المختار.
قال ابن عابدين في حاشيته رد المحتار: وذلك كمقامات الحريري، فإن الظاهر أن الحكايات التي فيها عن الحارث بن همام والسروجي لا أصل لها، وإنما أتى بها على هذا السياق العجيب؛ لما لا يخفى على من يطالعها، وهل يدخل في ذلك مثل قصة عنترة والملك الظاهر وغيرهما، لكن هذا الذي ذكره إنما هو عن أصول الشافعية، وأما عندنا فسيأتي في الفروع عن المجتبى أن القصص المكروه أن يحدث الناس بما ليس له أصل معروف من أحاديث الأولين، أو يزيد أو ينقص ليزين به قصصه إلخ. فهل يقال عندنا بجوازه إذا قصد به ضرب الأمثال ونحوها؟ يحرر. اهـ.
وعلق عليه الكتاني في كتابه: التراتيب الإدارية بقوله: ومنه قصص ألف ليلة وليلة، وألف يوم ويوم، فكل ذلك من معنى ما ذكر وأمثاله، مما يقصد به زيادة على تنشيط النفس العلم بمجريات من سبق؛ لأن القصص وإن كانت خرافية، فلا تخلو من إفادة عن حال واضعيها ومدونيها، أو من دوّنت على لسانهم. اهـ.
وراجعي الفتاوى: 108286، 177705 - 139334.
وأما قولك: (فهل يجوز أن أوضح في قصتي معنى اسم الشخصية، وأنه ليس من المحاذير الشرعية؟ يعني أوضح بأي حروف كتب؟ ): فما دام التوضيح هو بيان أن معنى الاسم ليس فيه محذور شرعي، فلا إشكال في هذا التوضيح.
وأما قولك: (وهل يجوز لي تعلم حروف البوشيدو وهي نوعا ما منهج حياة الساموراي، لكن تأثرت بالبوذية، وأريد تعلمها فقط من باب تجنبها في أسماء شخصياتي؟ ): فإن لم يكن في تعلمها ما يؤدي إلى الانحراف والضلال، والتأثر بها فيما يخالف الشرع فلا يظهر مانع من ذلك، وانظري الفتوى: 332632.
ثم إنه يظهر من سؤالك وأسئلتك السابقة أنك تعانين من الوسوسةـ فننصحك بالإعراض عن الوساوس، وترك التشاغل بها.
وراجعي في علاج الوسوسة الفتوى: 51601.
والله أعلم.