الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن شروط التوبة رد الحق إلى صاحبه، أو الاستحلال منه، ولا يشترط لذلك أن يتذكر صاحب الحق حقه، أو الشخص الذي سلبه إياه، بل يكفي أن يصل إليه حقه بأي سبيل تيسر، أو أن يعفو عنه، ما دام عاقلا.
فإن فقد عقله رُدَّ الحق إلى وليِّه الذي يقوم على شؤونه؛ لأنه محجور عليه، ولا يجوز لوليه أن يتنازل عن شيء من حقه أو يتبرع بشيء من ماله، وانظر للفائدة، الفتوى: 133279.
وعلى ذلك؛ فلينظر السائل في قيمة الأشياء التي أخذها بغير حق، وليردها إلى صاحب المتجر، حتى ولو لم يتذكره.
وأما زكاته وصدقاته، فله أجرها وذخرها عند الله، وهي علامة على صدق توبته، ولكنها لا تجزئ عنه مع معرفة صاحب الحق، وإمكان الوصول إليه. وانظر للفائدة، الفتوى: 14889.
والله أعلم.