الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالتوبة الصادقة لا يحول بينها وبين العبد شيء! فحتى العاجز عن رد ما عليه من حقوق، لفقره أو لعجزه عن الوصول لأصحاب الحقوق، فباب التوبة مفتوح أمامه، فحسبه مع توبته فيما بينه وبين ربه، أن يعزم على رد هذه الحقوق إلى أصحابها إذا تيسر ذلك، ولو بالتصدق بها عنهم، وليكثر من الحسنات والأعمال الصالحات، وليسأل الله تعالى أن يحمل عنه تبعة هذه الحقوق.
قال الغزالي في كتاب: (منهاج العابدين) في بيان كيفية التوبة من الذنوب التي بين العبد وبين الناس، إذا كانت في المال: يجب أن ترده عليه، إن أمكنك، فإن عجزت عن ذلك لعدمٍ أو فقر، فتستحلّ منه، وإن عجزت عن ذلك لغيبة الرجل أو موته، وأمكن التّصَدُّقُ عنه، فافعل، فإن لم يمكن، فعليك بتكثير حسناتك، والرجوع إلى الله تعالى بالتضرّع، والابتهال إليه أن يرضيه عنك يوم القيامة. اهـ.
وراجع لمزيد الفائدة الفتويين: 114435، 139763.
والله أعلم.