الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم نقف على كلام للعلماء حول ما سألت عنه.
وعلى كل: فإن تغيير الاسم قبيح المعنى مستحب، وليس بواجب، ففي صحيح البخاري عن سعيد بن المسيب: أن جده حزنا قدم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «ما اسمك» قال: اسمي حزن، قال: «بل أنت سهل» قال: ما أنا بمغير اسما سمانيه أبي. قال ابن المسيب: «فما زالت فينا الحزونة بعد».
قال الطبري: وليس تغيير رسول الله ما غير من الأسماء على وجه المنع للتسمي بها؛ بل ذلك على وجه الاختيار؛ لأن الأسماء لم يسم لها لوجود معانيها في المسمى بها، وإنما هي للتمييز، ولذلك أباح المسلمون أن يتسمى الرجل القبيح بحسن، والرجل الفاسد بصالح، يدل على ذلك قول جد ابن المسيب للنبي عليه السلام حين قال له أنت سهل: ما كنت أغير اسما سمانيه أبي، فلم يلزمه الانتقال عنه على كل حال، ولا جعله بثباته عليه آثما بربه، ولو كان آثما بذلك لجبره على النقلة عنه، إذ غير جائز في صفته -عليه السلام- أن يرى منكرًا وله إلى تغييره سبيل. اهـ. من شرح صحيح البخاري لابن بطال.
والله أعلم.