الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا إبليس كان مجبورا على الوسوسة، ولا أبونا آدم – عليه السلام – كان مجبورا على العمل بمقتضى هذه الوسوسة! وإن كان كلا الأمرين قد وقع بقضاء الله تعالى وقدره. وهذا هو شأن كل معصية تقع من العبد، هي: بكسبه واختياره، وليس العبد بمُسَيَّر، وبقضاء الله تعالى وقدره، وليس هو بمُخَيَّر، بل هو مسير ومخير في آن واحد، فهو ميسر لما خلق له. وراجع في ذلك الفتاوى: 49314، 300247، 242914، 353533.
وهذا هو سر القدر الذي يعزب عنه عقل البشر، فلا يستطيع إدراك حقيقته، ولا يجد له مثالا في واقع حياته. وكيف يدرك العقل أو يحيط علما بآثار قدرة الله تعالى وحكمته في خلقه؟! وراجع في تفصيل ذلك الفتويين: 312490، 369142.
والله أعلم.