الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا بد أن تعلم أن من تاب إلى ربه توبة صادقة، فإن الله يقبل توبه ويمحو زلته، وأن اليأس من رحمة الله من أعظم الذنوب، قال تعالى: قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}، وقال: إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ {يوسف:87}.
وما ذكرته في سؤلك حول القسط الشهري للفيزا وتعذر إيصاله، لا يَحُلْ بينك وبين التوبة النصوح، ولا تيأس ولا تقنط من رحمة الله الغفور الرحيم.
وإذا كانت الفيزا ما زالت لديك، فكف عن استعمالها فيما يستقبل، ومتى ما قدرت على سداد دين تلك الفيزا فسدده.
وأما التصدق بمقابله فلا يبرئ ذمتك من ذلك الدين، ما دام إيصاله إلى مستحقه ممكنا. فهذا العارض قد يزول، وتتمكن من إيصال المال مباشرة أو تحويله، أو توكيل من يوصله عنك.
وما تستطيع سداده كل شهر مما في ذمتك وفق الطريقة التي ذكرناها فسدده، وما لا تستطيعه، فلا حرج عليك في تأخيره حتى تقدر عليه.
وبحسن النية وصدقها، سيعينك الله تعالى على سداد الدين والتخلص من ورطته.
والله أعلم.