الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما دامت صاحبتك قطعت علاقتها بك طاعة لزوجها؛ فاعذريها، وهوِّني عليك الأمر، ولا تحمّلي الأمر فوق ما يحتمل، فقطع العلاقة بينك وبينها لا يعني عدم رضا الله عنك، والصواب أن تحرصي على ما ينفعك في دينك ودنياك، وتشغلي نفسك بما يقربك إلى ربك، ويجلب لك رضاه، ويجنبك غضبه، وسبيل ذلك ميسور بفضل الله، وأبوابه كثيرة متعددة، فعلى سبيل المثال إحسانك إلى زوجك وقيامك بحقّه؛ سبيل لرضوان الله تعالى.
ولا مانع من التماس صاحبات صالحات يكنّ عونًا لك على الخير، وتكون بينكما مودة ومحبة في الله، مع التنبيه إلى أن المبالغة في الحب والبغض أمر غير محمود، فقد أرشد النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى ذلك بقوله: أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما، وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما. رواه الترمذي.
كما أنّ القصد والاعتدال في الأمور؛ محمود شرعًا، ومن أسباب طمأنينة النفس، فينبغي الحذر من الإفراط في التعلق بصديقة أو غيرها، وانظري الفتوى: 52433.
والله أعلم.