الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالشيخ أحمد ديدات وغيره من علماء المسلمين الذين يناظرون النصارى، يقرؤون ذلك لتقرير حقيقة التحريف في الكتب المقدسة عند أهل الكتاب، ولبيان عقائدهم الباطلة، وليس للاستشهاد والاستدلال بها! وإلا فعقيدة المسلمين التي ينص عليها القرآن في مسألة قتل المسيح عليه السلام، أنه لم يقتل ولم يصلب، وبالتالي لم يقم من قبره ويظهر لأتباعه، كما قال الله تعالى: وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا. بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا [النساء: 157، 158].
وراجع في تفصيل ذلك، الفتاوى: 6238، 26317، 53029.
وقد نقل القاسمي في تفسيره (محاسن التأويل) كلام لوقا المذكور في السؤال، في فصل (ذكر ما زعموه، ورووه مما نفاه التنزيل الكريم).
ثم قال: هذا ما جاء في إنجيل لوقا ممزوجا ببعض تفاسيرهم. وإنما آثرت النقل عنه لزعمهم أن كلامه أصح وأفصح، وأشد انسجاما من كلام باقي مؤلفي العهد الجديد ...
وقال العلامة خير الدين الآلوسي في (الجواب الفسيح): اعلم أن ما ذكره هذا النصراني من أن المسيح عليه السلام مات بجسده، وأقام على الصليب إلى وقت الغروب من يوم الجمعة، ثم أنزل ودفن، وأقام في القبر إلى صبيحة يوم الأحد، ثم انبعث حيّا بلاهوته، وتراءى للنسوة اللاتي جئن إلى قبره زائرات، وظهر بعد لحوارييه ... إلى آخر ما قاله- هو ما أجمع عليه النصارى. ويردُّ ذلك العقل والنقل ... اهـ.
ولأن دين النصارى يقوم في الحقيقة على عقيدة الصلب والفداء، فقد فنَّد الشيخ أحمد ديدات هذا الاعتقاد الباطل، وبيَّن ذلك من وجوه، منها نقض ونقد رواية الأناجيل المحرفة لعملية الصلب والقيامة والظهور، وذلك في كتابه: (مسألة صلب المسيح بين الحقيقة والافتراء).
والله أعلم.