الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنقول ابتداء: أنت على خير -إن شاء الله-، وما قالته تلك الأخت هو الصواب -إن شاء الله تعالى-؛ لأن ختم القرآن كل عشرة أيام فيه من المرور على آيات القرآن كلها، وتكرار ذلك ثلاث مرات في الشهر، وهذا أفضل من ختمة مرة واحدة. وقد دلت السنة على هذا، ففي صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: اقْرَأِ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ شَهْرٍ. قَالَ قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: فَاقْرَأْهُ فِي كُلِّ عِشْرِينَ. قَالَ قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: فَاقْرَأْهُ فِي كُلِّ عَشْرٍ. قَالَ قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: فَاقْرَأْهُ فِي كُلِّ سَبْعٍ، وَلَا تَزِدْ عَلَى ذَلِكَ. اهــ مختصرا.
وموضع الشاهد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أقرَّ عبد الله على أن ختم القرآن في أقل من شهر أفضل من ختمه في شهر، حينما قال له: إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ. بينما سورة البقرة -وإن جاءت السنة بفضلها بلا شك- ولكن لم ترد بالترغيب في المداومة على قراءتها كل يوم.
والله أعلم.