الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فلا ريب أن القرآن الكريم هو كلام الله ليس بمخلوق، ولا ريب أن مقولة خلق القرآن مقولة كفرية، ابتدعها الجهمية واشتد نكير العلماء عليهم، فمن ذلك ما ذكره اللالكائي في شرح أصول السنة قال: عن عمرو بن دينار قال: أدركت تسعة من الصحابة يقولون: من قال القرآن مخلوق فهو كافر. وروي عن مالك أنه سئل عمن يقول القرآن مخلوق قال: كافر زنديق، ومثله عن سفيان بن عيينة وأبي بكر بن عياش وخلق كثير من الأئمة، وروي عن الشافعي قوله: من قال القرآن مخلوق فهو كافر. ونقل ابن القيم في الصواعق المرسلة نقولات كثيرة جداً عن الأئمة والعلماء في هذه المسألة، وكلهم يقولون من قال إن القرآن مخلوق فهو كافر، ومع ما تقدم فإنه وإن كان القول كفراً، فإن قائله لا يكفر حتى تقام عليه الحجة. وانظر في ضوابط التكفير الفتوى رقم: 721ورقم: 12883 ورقم: 35564 والله أعلم.