الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنصيحتنا الأولى لك -أيها الابن الكريم- هي تقوى الله تعالى بفعل أوامره، واجتناب نواهيه، ثم الاجتهاد في مزيد الطاعات والتقرب إليه.
وإياك أن تطفئ شمعة الهمة العالية التي رزقك الله إياها بالذنوب والمعاصي، ولا تلطخ صفحاتك وأنت في مقتبل العمر بالسيئات.
وأما ما ينبغي أن تشتغل به في هذه السنوات الثلاث، فينبغي أن تجتهد أولا في حفظ القرآن الكريم.
فإن أتممت حفظه، فاجتهد في دراسة متن مختصر في كل من العقيدة والفقه، والتفسير والحديث، ثم إن تيسر بعد ذلك فادرس شيئا من علوم الآلة من اللغة العربية، وأصول الفقه ومصطلح الحديث؛ فإن هذه العلوم هي المفتاح الأول للتدرج في طلب العلم، مع الاجتهاد في دراستك النظامية في الثانوية حتى تتحصل على درجات عالية تؤهلك إلى الدخول للجامعة التي ترغب في الالتحاق بها.
وكل الجامعات الإسلامية التي ذكرتها فيها خير وبركة، والجامعة الإسلامية في المدينة النبوية أولى لشرف الإقامة فيها، فإن تيسر لك الدراسة فيها، فلا تعدل بها غيرها.