الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق أن بينا ضعف الحديث الوارد في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه في صورة شاب أمرد، وانظري الفتوى: 199835 وما أحيل عليه فيها، كما بينا في الفتوى: 145921 أن رؤيا الأنبياء وحي، وأن القرآن دل على ذلك؛ كما في قول الله تعالى عن إبراهيم -عليه السلام-: فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ. {الصافات:102}.
وننصحك بعد تقوى الله تعالى بالكف عن قراءة كتب أهل الكتاب والشبهات، وأن لا تغتري بما تظنينه ذكاء وفطنة ومحبة للبحث عن العلم، فربما وقر في قلبك شيء من الشبهات، وصعب عليك بعد ذلك التخلص منه.
وقد دل الشرع على البعد عن الشبهات، والنأي بالنفس عن مواطنها؛ حذرًا من التأثر بها، ففي الحديث الصحيح: مَنْ سَمِعَ بِالدَّجَّالِ، فَلْيَنْأَ عَنْهُ، فَوَاللَّهِ، إِنَّ الرَّجُلَ لَيَأْتِيهِ وَهُوَ يَحْسِبُ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ، فَيَتَّبِعُهُ؛ مِمَّا يَبْعَثُ بِهِ مِنَ الشُّبُهَاتِ، أَوْ لِمَا يَبْعَثُ بِهِ مِنَ الشُّبُهَاتِ. رواه أبو داود.
قال ابن القيم في عدة الصابرين: فما استعين على التخلص من الشر، بمثل البعد عن أسبابه، ومظانه. اهــ.
والله أعلم.