الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالهربس من الأمراض المعدية، فيجب إخبار الخاطب به، كما سبق بيانه في الفتوى: 245020.
ويجب الإخبار بالعيب عند العقد، ولا يجب الإخبار به عند بداية التعارف.
وإذا علم من الخاطب العزم على الخطبة، فالأولى إخباره بذلك؛ ليكون على بينة، فيقدم على الخطبة، أو يحجم عنها؛ فذلك أبعد للخلاف، وأقطع للنزاع.
وننبه إلى أن الخاطب أجنبي عن المخطوبة، فيجب أن يكون التعامل بينهما وفقًا للضوابط الشرعية، فلا تكون بينهما خلوة، ونحو ذلك مما حرمه الشرع، قال الشيخ ابن عثيمين في فتاوى نور على الدرب: المخطوبة أجنبيةٌ من الخاطب، لا فرق بينها وبين من لم تكن خطيبة؛ حتى يعقد عليها.
وعلى هذا؛ فلا يجوز للخاطب أن يتحدث مع المخطوبة، أو أن يتصل بها، إلا بالقدر الذي أباحه الشرع ... ولا يحل.
يقول بعض الخاطبين: إنني أحدثها من أجل أن أفهم عن حالها، وأفهمها عن حالي.
فيقال: ما دمت قد أقدمت على الخطبة، فإنك لم تقدم إلا وقد عرفت الشيء الكثير من حالها، ولم تقبل هي إلا وقد عرفت الشيء الكثير عن حالك، فلا حاجة إلى المكالمة بالهاتف.
والغالب أن المكالمة بالهاتف للخطيبة لا تخلو من شهوةٍ، أو تمتع شهوة، يعني شهوة جنسية، أو تمتع، يعني تلذذ بمخاطبتها، أو مكالمتها، وهي لا تحل له الآن حتى يتمتع بمخاطبتها، أو يتلذذ. اهـ.
والله أعلم.