الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيقينك بإجابة الله دعاءك، أمر حسن، وليس هو من الكبر في شيء، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة. رواه الترمذي من حديث أبي هريرة وقال: هذا حديث غريب.
لكن عليك أن تعلم أن صور الإجابة تختلف، فلا يتعين أن يتحقق مطلوبك، وإنما قد يصرف الله عنك من الشر بمثل ما دعوت به، وقد يدخر لك ثواب ما دعوت به إلى يوم القيامة، فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ، وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ، إِلَّا أَعْطَاهُ اللهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ، وَإِمَّا أن يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا. قَالُوا: إِذًا نُكْثِرُ، قَالَ: اللهُ أَكْثَرُ. رواه أحمد والبخاري في الأدب، والحاكم وقال: صحيح الإسناد.
فعليك أن تكثر من الدعاء، وأن تلح بطلب ما تريد من الله -تعالى- واثقا بسعة فضله وكرمه وجوده، ثم ترضى بما يقسمه لك -سبحانه- عالما أنه الخير والمصلحة.
والله أعلم.