الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد ذكرنا في الفتوى: 128143 أن صفة القراءة على الماء لأجل الرقية تحصل بأن يقرب الراقي فمه من الإناء الذي فيه الماء ثم يقرأ، وما دمت تنفث بعد القراءة في كل قنينة ماء، فنرجو أن يحصل المقصود من القراءة.
وأما بخصوص تشغيل القرآن بقصد القراءة على الماء؛ فلا يحصل به المقصود؛ لأنه يتعذّر معه النفث في الماء المقروء عليه، وقد سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء والبحوث عن قراءة القرآن أثناء الرقية بمكبر الصوت، أو عبر الهاتف مع بعد المسافة، القراءة على جمع كبير في آن واحد، فأجابت: الرقية لا بد أن تكون على المريض مباشرة، ولا تكون بواسطة مكبّر الصوت، ولا بواسطة الهاتف؛ لأن هذا يخالف ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأصحابه -رضي الله عنهم-، وأتباعهم بإحسان في الرقية، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه، فهو رد. انتهى. وانظر الفتوى: 117768.
وانظر كذلك الفتوى: 419629 وهي بعنوان: "هل تحصل الرقية بالقراءة على الماء دون النفث فيه؟"، وانظر أيضًا الفتوى: 355972حول النفث في الرقية.
والله أعلم.