الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالنوم لا يوجب الاستنجاء مطلقًا، قال ابن قدامة في المغني: وليس على من نام، أو خرجت منه ريح استنجاء. ولا نعلم في هذا خلافًا، قال أبو عبد الله: ليس في الريح استنجاء في كتاب الله، ولا في سنة رسوله، إنما عليه الوضوء، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: [من استنجى من ريح، فليس منا]. رواه الطبراني في معجمه الصغير، وعن زيد بن أسلم في قوله تعالى: {إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم} إذا قمتم، ولم يأمر بغيره، فدل على أنه لا يجب، ولأن الوجوب من الشرع، ولم يرد بالاستنجاء ها هنا نص، ولا هو في معنى المنصوص عليه؛ لأن الاستنجاء إنما شرع لإزالة النجاسة، ولا نجاسة ها هنا. انتهى.
والله أعلم.