الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أحسنت بقطع وسيلة المحادثة مع هذه الفتاة، وننصحك بالابتعاد عن كل وسائل التواصل التي تمكنك من التخاطب أو التواصل مع هذه الفتاة أو مع غيرها من الأجنبيات؛ إذ لا يجوز شرعا للرجل أن يكون على علاقة بامرأة أجنبية، وسبق أن بينا ذلك في الفتويين: 30003، 4220.
ولا نرى فائدة من تكليمك لأهلها، وإظهار نيتك ومشاعرك تجاهها لهم ما دمت غير جاهز للزواج ولمسؤولياته، إلا إن كنت تأنس منهم إن فعلت ذلك أنهم سيراعون حالتك، ويصبرون عليك حتى تنهي دراستك، وتتيسر أمورك وتتهيأ ظروفك.
ونحن ننصحك أن تبتغي أولا الأسباب التي تعينك على تحقيق مبتغاك، ومن ذلك مؤنة الزواج، وهي تكاليفه، وهي من الباءة التي ورد ذكرها في الحديث المتفق عليه عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب؛ من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج. ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء.
ولمزيد من الفائدة، راجع الفتوى: 14223.
ونوصيك بالإكثار من الدعاء والتضرع إلى الله -تعالى- أن ييسر لك أسباب العفاف، ويبعدك عن كل ما يسخطه -سبحانه وتعالى- فقد أمر الله بالدعاء، ووعد الداعي بالإجابة، قال تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}.
ونوصيك بالصوم، وبالصحبة الصالحة، وبطلب العلم الشرعي حتى ييسر الله تعالى لك الزواج، وانظر لمزيد من الفائدة، الفتوى: 411667.
والله أعلم.