الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فعليك أن تجاهد نفسك، حتى تزيل منه التعلق بالصور، ويعينك على ذلك الفكرة في نقص تلك الصورة، وزوالها، وعيوبها، ومساوئها، وأنها لا تستحق أن تفكر فيها؛ فضلا عن أن تلهث خلفها.
وجاهد نفسك على تعليق قلبك بالله تعالى دون غيره بإدمان الفكرة في صفات كماله، ونعوت جلاله -تبارك وتعالى-، والإكثار من الفكرة في نعمه عليك، ومننه لديك؛ فإن المحبة تنبت على حافات المنن، وبقراءة القرآن الذي هو كلام الله الذي تعرف به إلى عباده بالتدبر والخشوع، وبصحبة الصالحين أهل الخشية والتعلق بالله تعالى، وبلزوم الذكر والدعاء، والابتهال إلى الله تعالى؛ فإن القلوب بين إصبعين من أصابعه، يقلبها كيف يشاء.
فإذا أخذت بتلك الأسباب، محسنا ظنك بالله تعالى، رجي لك العودة إلى ما كنت عليه، وزيادة، وأن يزول ذلك التعلق المذموم من قلبك.
وثق بالله، وتوكل عليه في استجابة دعائك، وإن كنت مقصرا مفرطا؛ فإنه تعالى رحيم لطيف بعباده.
والله أعلم.