الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليكما التوبة مما ذكرت من تجاوزات قد حدثت بينك وبين خطيبتك. والتوبة يكفر الله بها الذنوب والمعاصي، قال تعالى: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى {طه:82}. وروى مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها، تاب الله عليه.
فالتوبة كافية، وهذا الفعل بينكما لا يقتضي فسخ الخطبة، والأولى المبادرة إلى العقد الشرعي وإتمام الزواج؛ دفعا للحرج بينكما، وتحصيلا لمصالح الزواج، فالأعمار محدودة، والآجال معدودة، والعوارض كثيرة.
ولا يجوز إخبار أهل الزوجة بما كان؛ فالواجب مع التوبة الستر على النفس، وعدم الإخبار بالذنب؛ فذلك من سبل نيل العافية.
روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا، ثم يصبح وقد ستره الله عليه، فيقول: يا فلان، عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه.
بقي أن ننبه إلى أن هنالك حدودا شرعية للعلاقة بين الخاطبين لا يجوز تجاوزها، وإلا كان الشر والفساد.
ولمزيد الفائدة، نرجو مراجعة الفتوى: 18477، والفتوى: 394936.
والله أعلم.