الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا يكفر الشخص بما ذكر من مخاطبة الشيطان -وإن كان لا يراه- إذا كان مراده بالخطاب هو استحضار صورته في قلبه، حتى كأنه يراه، وذلك كما أن المصلي يقول: السلام عليك أيها النبي، وهو لا يرى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولم يكن ذلك من الخطاب غير الجائز؛ لأنه على جهة المبالغة؛ حتى كأن المتكلم يستحضر شخصه الكريم -صلى الله عليه وسلم-، وقد أوضحنا هذا المعنى في الفتوى: 281056.
فليس خطاب الشيطان على هذا النحو من الشرك بسبيل، ثم إن هذا الخطاب ليس فيه صرف العبادة لغير الله، حتى يكون شركا أصلا، ويبدو أنك مصاب بشيء من الوساوس، ومن ثم فعليك أن تتجنبها، ولا تسترسل معها؛ فإن الاسترسال معها يفضي إلى شر عظيم.
والله أعلم.