الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام الخمسة، وهي عماد الدين، من حفظها؛ حفظ الدين. ومن ضيعها؛ فهو لما سواها أضيع.
ونصيحتنا لك أن تسعي في التخلص من عادة تأخير الصلاة، وتستعيني بالله وتسأليه الإعانة، وتستعيذي به من الكسل والعجز.
وأن تجاهدي نفسك على أدائها في وقتها بطمأنينة وخشوع؛ لتكوني من الذين قال الله فيهم: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ*الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ {المؤمنون:2}.
وعليك بالابتعاد عن كل ما يشغلك ويلهيك عن الصلاة، فمن حافظ عليها كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة، ومن لم يحافظ عليها ليس له عند الله عهد. فأي مصيبة أعظم من عدم المحافظة على الصلاة!!
ثم إن من أهمية الصلاة وعظمتها عند الله أنها أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة من عمله، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: إن أول ما يحاسب به العبد: بصلاته. فإن صلحت؛ فقد أفلح وأنجح. وإن فسدت؛ فقد خاب وخسر. رواه الترمذي وقال: حسن غريب، والنسائي واللفظ له، وصححه الألباني.
وقد يعتري المرء فتور عن الطاعات، وضعف عن الجد فيها. فللنفس إقبال وإدبار، لكن الفرائض لا بد من المحافظة عليها في كل حال.
وقد ذكر ابن القيم في مدارج السالكين أن عمر -رضي الله عنه وأرضاه- قال: إن لهذه القلوب إقبالا وإدبارا. فإذا أقبلت فخذوها بالنوافل، وإن أدبرت فألزموها الفرائض. اهـ.
وقد أشار ابن القيم إلى أن الفتور يتخلل حياة المسلم أحيانا، فإن التزم بالفرائض ولم يقرب المحرمات، رجي له أن يعود خيرا مما كان.
وعليه أن يلجأ إلى الله -تعالى- ويتضرع إليه، ولا ييأس من روح الله تعالى..
ومما يساعدك على الإقبال على الصلاة بجد وعدم التهاون بها:
1 - معرفة الأجر الكبير المُتحصِّل عند أداء الصلاة؛ وأنّها الوسيلة التي يتّصل من خلالها العبد بخالقه، فيدعوه، ويطلب معونته.
2- مصاحبة النساء الصالحات، فخير معين على الالتزام وفعل الخير الصحبة الصالحة.
3 - حضور دروس العلم الشرعي -إن وجدت- أو قراءة سير السلف الصالح والعلماء العاملين.
5 - عليك بالإكثار من قراءة القرآن ومن ذكر الله، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والاستغفار، والدعاء أن يشرح الله صدرك للصلاة.
6- تذكُّر الآخرة باستمرار، والإكثار من فعل الخيرات، والابتعاد عن كلّ ما حرّمه الله، ودوام التوبة إلى الله -عزّ وجلّ-.
والله أعلم.