الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فهذا يرجع إلى نظام الجامعة، وما اعتمدته في سياسة التدريس، وخولته للمدرسين من صلاحيات، فإن كانت الجامعة تشترط عليهم أن يعطوا الدرجات على ما يحصلونه من المادة العلمية لم يجز للمدرس ذلك، وانظر الفتوى: 251056.
وإن كانت الجامعة تخول المدرس صلاحية إعطاء الدرجات على ما شاء من ضروب المعرفة، فالأمر واسع، ولا ريب في أن عماد الثقافة الإسلامية هو القرآن العزيز، ومن ثم فلا مانع من أن يمتاز حفظته عن غيرهم بشيء من التكريم، ورفع الدرجات لكونهم حصلوا في تلك المادة أكثر مما حصله غيرهم، وهو حفظ دستور الأمة، وقانونها الخالد.
لكن ينبغي للمدرس أن يوازن، فيجعل للمادة الموضوعة للاختبار درجة، وللنشاط، والسلوك، ونحو ذلك درجة؛ بحيث يستوي الطلاب فيما يختبرون فيه، وإنما يتميز حامل القرآن فيما يختص به دونهم.
ولا حرج على المعلم في تشجيع طلبته على الحفظ بنحو من ذلك، لكن عليه أن يذكرهم مع هذا بضرورة الإخلاص لله تعالى، وألا يكون حفظهم ابتغاء عرض من الحياة الدنيا.
والله أعلم.