الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فما دمت قد تبت من هذه الفواحش، فاحمد الله على ذلك، وهذا من فضل الله عليك، وليس قلبك -والحمد لله- قاسيًا، ما دمت تبكي على نفسك.
وعليك أن تندم على تلك الذنوب ندمًا أكيدًا، وأن تجتهد في دعاء الله تعالى، وسؤاله الهداية والتوفيق؛ فإن القلوب بين إصبعين من أصابعه، يقلبها كيف يشاء.
وأحسن ظنك بالله تعالى، وثق بأنه سيرضى عنك، ويقبلك في من يقبلهم، ما دامت توبتك توبة صادقة نصوحًا.
وعليك أن تأخذ بأسباب الاستقامة من البعد عن طرق الحرام وأسبابه، ومن مصاحبة أهل الخير، ولزوم الفكرة في الجنة والنار، ومجاهدة نفسك بإخلاص وصدق، والاجتهاد في دعاء الله تعالى، والانطراح بين يديه سبحانه بذلٍّ ومسكنة؛ رجاء أن يثبتك على دينه حتى تلقاه.
والله أعلم.