الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن إكرام المسلم للضيف الوافد عليه مشروع، ويدل له قول الرسول صلى الله عليه وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه. رواه البخاري ومسلم.
وأما طلب المسلم للكفار أن يأتوه في منزله لفترة من الزمن، فينظر فيه فإن كان يترتب عليه مصلحة كهدايتهم فهو مشروع لما في الحديث: لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم. رواه البخاري.
وإن كان لتحقيق مصلحة دنيوية كخدمة لا يمكن أن يحققها مسلم فلا حرج في ذلك، وأما إن أمكن الاستغناء عنهم بالمسلمين فإنه يتعين تقديم المسلم فيها.
وأما إذا كان لا يريد منها مصلحة وإنما يريد الإحسان إليهم وكانوا مسالمين فإنه لا حرج في الإحسان إلى الكافر المسالم، وليكن ذلك بنية دعوته إلى الإسلام وتحبيبه إليه، ويدل لذلك قوله تعالى: لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين إنما ينهاكم عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون.
ويتعين في جميع الأحوال الالتزام بالشرع، فلا يجاملهم بتضييع فرض أو ارتكاب محرم، وعليه أن يتحفظ من مخالطة الأجانب من النساء إذا كان رجلاً، ومن الرجال إذا كان امرأة.
فلا تستضاف النساء إلا إذا وجدت امرأة تستقبلهن، وكن في ستر عن الرجال، وكن مأمونات التأثير على النساء، ولتحافظ المسلمات على ستر عوراتهن.
ولا يستضاف الرجال عند النساء، ولا يسمح لهم بمخالطتهن.
وراجع للمزيد في الموضوع الفتاوى التالية أرقامها: 15289/3681/32852/10147/31009.
والله أعلم.