الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فجملة القول: إن من تجنب فعل المنكرات والمحاذير الشرعية، فلا حرج عليه في الاستفادة من مواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي التي يحتاج إليها. وإن ارتكب بعض روادها ومشتركيها شيئًا من الأخطاء؛ فالمرء لا يكلف إلا نفسه، ولا تزر وازرة وزر أخرى.
وغاية الأمر أن عليه بذل نصحه للمخطئ، والنهي عن المنكر، بقدر طاقته وحدود استطاعته، قال تعالى: فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ * لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ {الغاشية:21-22}، وقال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ {المائدة:105}، وراجع في ذلك الفتويين: 231019، 291343.
وأما مسألة إلغاء البريد الإلكتروني، والسجلات المتعلقة بمواقع الأفلام، فافعل من ذلك ما تيسّر لك دون تكلّف زائد، ولا تشديد على نفسك؛ فالمهم هو ندمك على ما مضى، وتركك لمتابعتها، وعزمك على ألا تعود إليها.
وفّقك الله لأرشد أمرك، ويسّر لك الخير حيث كان.
والله أعلم.