الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فبما أنك قد صالحتها؛ فقد يكون هذا الصلح مفتاحًا لأبواب الخير معها، فاتركي لهذا الصلح موضعًا، وأحسني الظن بها، مع الحذر منها.
واعملي على مناصحتها برفق، ولين، وإن أساءت، فقابلي إساءتها بالإحسان؛ فإن هذا قد يكون جالبًا للمودة بينكما، قال تعالى: وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ {فصلت:34}، قال ابن كثير في تفسيره: ادفع بالتي هي أحسن؛ أي: من أساء إليك، فادفعه عنك بالإحسان إليه، كما قال عمر -رضي الله عنه-: ما عاقبتَ من عصى الله فيك، بمثل أن تطيع الله فيه.
وقوله: فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم؛ وهو الصديق، أي: إذا أحسنت إلى من أساء إليك، قادته تلك الحسنة إليه إلى مصافاتك، ومحبتك، والحنوّ عليك؛ حتى يصير كأنه ولي لك حميم؛ أي: قريب إليك من الشفقة عليك، والإحسان إليك. اهـ.
ومجرد عدم دعوتها إلى عرس أخيك، والحرص على الابتعاد عنها، لا يعد هجرًا ما دمت حين ترينها تسلّمين عليها.
وراجعي الفتوى: 139589، والفتوى: 270139.
والله أعلم.