الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيرا على حرصك على الحلال، وخشيتك من الوقوع في الحرام. وحق لك ذلك، فالحرام شؤمه خطير، وعاقبته سيئة على المرء في دنياه وأخراه.
وللسلامة منه، ينبغي للمرء أن يسأل عما يريد الإقدام عليه مما يجهل حكمه من معاملات وغيرها.
قال الأخضري -المالكي- في مقدمته: ولا يحل له أن يفعل فعلا حتى يعلم حكم الله فيه، ويسأل العلماء، ويقتدي بالمتبعين. انتهى.
وأما ما سألت عنه حول شرائك للشقة، مع وجود مبلغ للصيانة، مودع في حساب ببنك ربوي، قد دفعه المالك قبلك، ويُلزم المشتركون في العمارة بدفعه.
فالجواب عنه أن ذلك لا يؤثر في صحة العقد، ولا يلحقك بسببه إثم. وينبغي عليك نصح المسؤول عن ذلك المال ليودعه في حساب ببنك إسلامي. فإن فعل فبها ونعمت، وإلا فالوزر عليه، ولا يلزمك بيع الشقة أو ترك السكنى بها، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ {المائدة:105}. أي إذا فعلتكم ما يسعكم فعله من نصح وتوجيه، وأمر بالمعروف، ونهي عن المنكر.
والله أعلم.