الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فهنيئًا لك نعمة الهداية، والتوفيق إلى التمسك بالحق، فجزاك الله خيرًا، وتقبل منك، وزادك هدى، وتقى، وصلاحًا.
ورغبتك في دراسة العلوم الشرعية أمر طيب، نسأله -سبحانه- أن يوفقك في ذلك.
وتحصيل هذا العلم أصبح متيسرًا الآن؛ لتوفّر الوسائل التي يمكن تحصيله من خلالها؛ فتحصيل الحدّ الواجب من ذلك قد لا يحتاج إلى كثير من التفرّغ له، أو طلبه في مؤسسة تعليمية معينة؛ فمن الممكن أن تجتهدي في السعي في الجمع بين المصلحتين: بتحقيق رغبة والديك في دراسة العلوم الدنيوية، وتحقيق رغبتك في العلم الشرعي.
وإذا أمكنك أن تجدي جامعة خالية من الاختلاط؛ فالتحقي بها، واتركي الجامعة المختلطة.
وإن لم تجديها، فالدراسة في الجامعة المختلطة، جائزة عند الضرورة، بضوابط سبق بيانها في الفتوى: 5310.
وحاولي تحقيق رضا والديك فيما لا معصية فيه، واتقاء غضبهما ما أمكن.
وإذا كنت تخشين على نفسك الفتنة بالدراسة المختلطة، فحاولي إقناع أبيك بالسماح لك بتركها، وتلطّفي به في ذلك، واشفعي إليه بمن لهم مكانة عنده.
فإن اقتنع، فالحمد لله، وإلا فلا حرج عليك في مخالفته؛ فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، واجتهدي بعد ذلك في سبيل كسب رضاه.
والله أعلم.