الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن سرعة إجابة الله تعالى للعبد أمارة على الخير لحديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي أخرجه البخاري، وفيه: وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه....
فلتداومي أختي على أداء الفرائض، وتقربي إلى ربك سبحانه بالنوافل شكراً لله تعالى على ما منَّ به عليك من سرعة إجابة الدعاء، وليكن ذلك حافزاً لك على فعل الخيرات وترك المنكرات حتى تلقي ربك راضية مرضية، ولتكوني على حذر من سلب هذه النعمة لأنها -كما قلت- قد تكون اختباراً وامتحاناً من الله تعالى لك هل ترغبين إليه بالطاعة أم تبارزينه بالمعصية، وذلك لأن العبد يبتلى بالخير والشر كما قال سبحانه: كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ [الأنبياء:35].
أما بخصوص اقتراف الذنب والتوبة منه ثم الرجوع إليه، فراجعي الإجابة عليه في الفتوى رقم: 24190، والفتوى رقم: 18074.
وننبهك إلى أن الخشوع في الصلاة أمر مهم، وراجعي الفتوى رقم: 4215.
وننبه إلى أن الله تعالى لا يظلم أحداً من خلقه، كما قال سبحانه وتعالى: وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ [فصلت:46]، وقال: إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ [النساء40]، وفي الحديث القدسي: يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي... رواه مسلم.
والله أعلم.