الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فأنت قد بلغت، وجرى عليك قلم التكليف يقينًا، وصرت مخاطبًا بالأحكام الشرعية -من الوجوب، والتحريم، وغير ذلك-.
فيحرم عليك ما تفعله من الاستمناء، ويحرم عليك ما هو أكبر من ذلك -من الزنى، أو غيره-.
ويجب عليك أن تتوب إلى الله تعالى فورًا مما ترتكبه من هذه الأفعال، وأن تستقيم على شرعه -تعالى-، وتأخذ بأسباب الاستقامة -من صحبة الصالحين، ولزوم الدعاء، ونحو ذلك-.
وإنما قلنا: إنك صرت بالغًا؛ لأن خروج المني على أي وجه كان -في نوم، أو يقظة، باحتلام، أو استمناء، أو غير ذلك- يحصل به البلوغ، بإجماع المسلمين، قال ابن قدامة في بيان ما يحصل به البلوغ: فَأَوَّلُهَا: خُرُوجُ الْمَنِيِّ مِنْ قُبُلِهِ، وَهُوَ الْمَاءُ الدَّافِقُ الَّذِي يُخْلَقُ مِنْهُ الْوَلَدُ، فَكَيْفَمَا خَرَجَ- فِي يَقَظَةٍ، أَوْ مَنَامٍ، بِجِمَاعِ، أَوْ احْتِلَامٍ، أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ-، حَصَلَ بِهِ الْبُلُوغُ.
لَا نَعْلَمُ فِي ذَلِكَ اخْتِلَافًا; لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمْ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا}، وَقَوْلِهِ: {وَاَلَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ}، وَقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثٍ: عَنْ الصَّبِيِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ. وَقَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ لِمُعَاذِ: خُذْ مِنْ كُلِّ حَالِمٍ دِينَارًا. انتهى.
والله أعلم.