الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنشكرك على إعجابك بموقعنا، وثقتك بنا، وكتابتك إلينا.
إن كان هذا الرجل على الحال التي ذكرت، فإنه قد جمع بين أمرين خطيرين:
أولهما وأخطرهما: ترك الصلاة، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى كفر من تركها ولو تكاسلا، كما سبق وأن بينا في الفتوى: 1145.
والأمر الثاني: الشذوذ الجنسي، وهو منكر عظيم، دال على انتكاس فطرة صاحبه، ويكفي في بيان خطورته أنه جريمة قوم لوط التي أهلكهم الله -عز وجل- بسببها، ورتب عليها الحد في الدنيا بالقتل، والعقوبة في الآخرة، ولمزيد الفائدة راجعي الفتوى: 7413، وقد ضمناها بعض سبل العلاج.
فالواجب عليه أن يتوب إلى الله -تعالى- وخاصة من ترك الصلاة، فمحافظته على الصلاة تعينه على التخلص من فعل هذه الفاحشة إن كان صادق الرغبة في تركها، قال الله عز وجل: ...وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ {العنكبوت:45}.
فإن تاب هذا الرجل، وحافظ على الصلاة، وتبين إقلاعه عن الفاحشة، وأنه صادق في ذلك؛ فاقبلي به زوجا.
وإن استمر على ما هو عليه من التفريط في الصلاة، أو ممارسة الشذوذ، فلا تفكري في الزواج به، ولا ترضي به أبدًا؛ لأنه غير مرضي الدين والخلق، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه؛ فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض، وفساد عريض.
ونوصيك بكثرة دعاء الله -تعالى- أن ييسر لك الزوج الصالح، واستعيني بالثقات من أقربائك وصديقاتك في البحث عن الزوج. فلا حرج على المرأة في ذلك، كما هو مبين في الفتوى: 18430.
والله أعلم.