الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان الحال -كما ذكرت- عن زوجك؛ فهو ظالم لك، ومضيع لحقّك، والواجب عليه أن ينفق عليك وعلى أولاده بالمعروف. ويؤدي إليك حقّك من المهر، وما اقترضه منك أو أنفقتِه عليه وعلى أولاده غير متبرعة به.
ولا يلزمك أن تنفقي شيئا من مالك على البيت، أو تهبي لزوجك شيئا من ممتلكاتك، إلا أن تفعلي ذلك متبرعة بطيب نفس.
والذي نوصيك به؛ أن تجتهدي في استصلاح زوجك، وإعانته على التوبة إلى الله، والمعاشرة بالمعروف، ولا بأس أن تستعيني على ذلك بتوسيط بعض الصالحين من الأقارب أو غيرهم؛ مع التعاون معه على التقرب إلى الله، والاستقامة على طاعته، وخاصة الصلاة؛ فإنّ إقامتها والمحافظة عليها مفتاح كل خير، ولمعرفة بعض الأمور المعينة على المحافظة على الصلاة وترك التدخين. راجعي الفتوى: 3830، والفتوى: 129949
وحثيه على مصاحبة الصالحين وسماع المواعظ النافعة، وأكثري من الدعاء له بالهداية؛ فإنّ الدعاء من أنفع الأسباب.
فإن لم يتب زوجك ويعاشرك بالمعروف؛ فلا حرج عليك في السعي لمفارقته، وإذا أبى أن يطلقك؛ فلك رفع الأمر إلى القضاء الشرعي؛ ليلزمه بالمعاشرة بالمعروف وأداء الحقوق، أو التطليق، وتكون حضانة الأولاد لك، ما لم يكن بك مانع من موانعها. وانظري الفتوى: 247972، والفتوى: 72018
والله أعلم.