الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالأخ السائل لا يعاني من مشكلة حقيقية، وإنما هو وهم المشكلة! ومعاناته نفسية، وليست واقعية!
فطوله قريب جدًّا من المدى الطبيعي الشائع لطول الذكور، والذي يبدأ من 160 سم، ويقع بالفعل في المدى المتوسط للطول الطبيعي، والذي يبدأ من 150 سم، وهو بعيد عن القصر المعيب (التقزّم)، والذي يقل عن 140 سم.
فطول السائل (158.5سم) لا يمثّل مشكلة حقيقة، ولكن تعلّق النفس بشيء معين -وإن لم يكن ضروريًّا- يوهم الإنسان بالنقص؛ ولذلك فالمطلوب من السائل أن يقتنع بطوله، ويحمد ربه على نعمته، ويتذكّر من هو أقصر منه، فضلًا عن الأقزام، فضلًا عمن جمع بين القصر والمرض أو العاهة!
وأما مسألة الزواج، فبإمكانه أن يجد من يناسبه، ويرضى به، سواء هذه البنت الذي ذكرها أم غيرها.
ولا نرى الخوض في التفاصيل المذكورة في السؤال، إلا التنبيه على الخطأ الشديد الذي وقع فيه السائل عندما ترك الصلاة في المسجد؛ فلا ينبغي للعاقل أن يترك ما ينفعه في أمر ِدينه، أو دنياه لمثل هذا السبب، بل لا بد أن يدع عنه وهْم النقص، ويقبل على حياته، ويحرص على ما ينفعه، ويحمد ربه، ويستعين به على مواجهة ما يلقاه.
والله أعلم.