الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليست القراءة بمجردها كافية في تحقيق تلك الأعمال القلبية العظيمة، بل لا بد من صدق مع الله -تعالى- ومجاهدة تامة للنفس في سبيل مرضاته -سبحانه- وإدمان للفكر في أسمائه -سبحانه- وصفاته، وإكثار من تدبر كلامه الذي أنزله شفاء لما في الصدور.
وكذا عليك بمصاحبة أهل الخير، والإكثار من قراءة سير سلف هذه الأمة الأخيار، الذين أخلصوا لله -تعالى- الأقوال والأعمال، ثم محاولة الاقتداء بهم والسير على طريقهم.
وعليك بمعرفة أمراض القلوب والسعي في علاجها، واقرأ لذلك ربع المهلكات من مختصر منهاج القاصدين.
واحرص على العلم النافع، فبه تعرف ما يحبه الله مما يكرهه، والزم الذكر والدعاء؛ فإنه أعظم سلاح يستعين به المؤمن في طريق سيره إلى الله -تعالى- وكلما بدر منك ما لا يرضي الله -تعالى- فحاول اقتلاعه من قلبك.
وأدمن محاسبة نفسك، مستعينا بالله -تعالى- عليها، نسأل الله أن يوفقك لما فيه رضاه.
والله أعلم.