الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فما يحصل من التعارف بين الشباب والفتيات باب فتنة وفساد، والتهاون في هذه العلاقات بدعوى الصداقة، أو الزمالة، وكون العلاقة في حدود الأدب، كل ذلك مخالف للشرع، وغير مأمون العواقب؛ فالفتنة غير مأمونة على الشباب والفتيات؛ ولذلك نص بعض الفقهاء على المنع من مكالمة الأجنبية دون حاجة.
قال الخادمي -رحمه الله- في كتابه: بريقة محمودية: التكلم مع الشابة الأجنبية لا يجوز بلا حاجة لأنه مظنة الفتنة. انتهى.
فإذا كان مجرد الكلام ممنوعا لغير حاجة؛ فلا ريب في عدم جواز كلام الغزل والحب، ولو كان الشاب قاصدا الزواج، وحتى لو تمت الخطبة؛ فالخاطب أجنبي عن المخطوبة، ما دام لم يعقد عليها، شأنه معها شأن الرجال الأجانب؛ فليس له مكالمتها بغير حاجة.
ومن وقع في قلبه حب امرأة أجنبية؛ فليس له أن يبادلها الكلام والمراسلة، ولكن الطريق المشروع هو التقدم لأهلها لطلبها للزواج، فإن لم يتيسر لهما الزواج، فعليهما أن ينصرفا عن هذا التعلق، ويسعى كل منهما ليعف نفسه بالزواج، ويشغل وقته بما ينفعه في دينه ودنياه.
فالواجب عليك؛ أن تقطعي علاقتك بهذا الشاب وغيره من الأجانب، ولا تتهاوني في الكلام معه، أو مراسلته، ولا مانع من إخبار أهلك برغبته في زواجك، ولا مانع من انتظاره حتى يقدر على مؤنة الزواج، لكن لا يجوز أن تكون بينكما علاقة قبل الزواج.
وراجعي الفتويين: 1769، 430774.
والله أعلم.