الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنعوذ بالله أن يكون أحد من المسلمين يقول إن الله أكثر من واحد، فهذا لن يخطر ببال مسلم.
وقد بينا في فتاوى سابقة أن الصفة غير الموصوف، وذكرنا أمثلة لذلك، فقلنا إن قدرة الله -تعالى- صفةٌ لازمة له -سبحانه- ولكنها ليست هي ذاته. وكلامه صفة له -سبحانه وتعالى- فهو يتكلم بما شاء، متى شاء. وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ {الأحزاب:4}، ولكن الكلام ليس هو ذات الله تعالى.
وهذا معنى أن الصفة غير الموصوف.
والاستعاذة بصفات الله -تعالى- كالاستعاذة بكلماته، والاستغاثة برحمته، هي في الحقيقة استعاذة واستغاثة بالله سبحانه، وليست عبادة للصفة.
وهذا بخلاف التوجه بالدعاء للصفة، كأن يقول القائل: "يا علم الله، علمني" أو "يا رحمة الله، ارحميني" ونحو ذلك، فهذا بدعة، ونقل شيخ الإسلام ابن تيمية الاتفاق على منعه، وأنه كفر.
قال في كتابه: الرد على البكري: إنَّ مسألة الله بأسمائه وصفاته وكلماتِه، جائز مشروع، كما جاءت به الأحاديث.
وأمَّا دعاء صفاته وكلماته، فكفر باتِّفاق المسلمين؛ فهل يقول مسلم: يا كلام الله! اغفر لي وارحمني، وأغثني أو أعني، أو: يا علم الله، أو: يا قدرة الله، أو: يا عزَّة الله، أو: يا عظمة الله ونحو ذلك؟!. اهـ.
وانظري المزيد في الفتوى: 208672 عن دعاء صفات الله... رؤية شرعية، والفتوى: 379288 عن دعاء أسماء الله -تعالى- ودعاء صفاته. والفتوى: 134135 عن الاستغاثة برحمة الله -تعالى- ودعاء صفاته، والفتوى: 414550 عن حكم عبادة صفة من صفات الله، والفتوى: 239146 في بيان أن الاستعاذة بصفات الله، ليست من الاستعاذة بالمخلوق.
والله أعلم.