الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله لكما الهداية والتوفيق، وإن كنتما تبتما من هذه الذنوب توبة نصوحا مستكملة شروطها، فلن يضركما -إن شاء الله تعالى- ما كان منكما في حال جهالة وغفلة، فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له، وراجعي شروط التوبة في الفتوى: 5450.
وأما هذا التعلق الشديد؛ فلا ينبغي أن تستمري فيه، فالمشروع للمؤمن ألا يكون حبه كلفا، وألا يكون بغضه تلفا، وفي الحديث: أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما.. رواه الترمذي وقال: حديث غريب.
والمقصود أن عليك تهذيب هذا الشعور، وأن يكون حبك لها حبا في الله تعالى -لا في غيره-؛ لما تجتمعان عليه من طاعته، فذلك هو الحب الذي ينفع.
ويعينك على هذا أن توسعي دائرة معارفك، وأن تتخذي سواها أخوات في الله تعالى، تعينك صحبتهن على طاعته سبحانه، وأن تسألي الله تعالى أن يطهر قلبك من كل تعلق مذموم بسواه تعالى، وأن تحسني الظن بالله تعالى، وتستشعري أنه من المحتمل جدا أن تبقى علاقتكما حتى بعد زواجكما.
فوسائل التواصل الحديثة قد قربت بفضل الله البعيد، وهونت كثيرا من خطوب التفرق، وسؤالك الله تعالى ألا تتزوجا غير مشروع، ونخشى أن يكون من الاعتداء في الدعاء، فإن الزواج من سنة المرسلين، وقد يجب في بعض الأحوال.
وراجعي الفتوى : 161723. وللمزيد راجعي الفتويين التاليتين: 228865، 310303.
وإذا كنت تحبينها حقا، فإنك تتمنين لها الخير، وترجين لها صلاح الحال؛ سواء كانت بجانبك أو لم تكن، هذا هو الحب الصادق الذي يؤثر فيه المحب محبوبه حتى على نفسه.
والحاصل أن عليك ترك ما لا يشرع من الدعاء، واجتهدي في ترشيد هذا الشعور، وجعله منضبطا بضابط الشرع.
وراجعي للفائدة الفتوى : 107477.
والله أعلم.