الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فهذه الساعة المذكورة في الحديث هي ساعة التنزل الإلهي، والتي تكون في ثلث الليل الآخر.
قال القرطبي في المفهم: وقوله: إن في الليل ساعة ... الحديث؛ هذه الساعةُ هي التي يُنادي فيها المنادي: من يسألني فأعطيه ... الحديث. وهي في الثُّلُث الأخير من الليل إلى أن يطلعَ الفجر، كما يأتي.. انتهى
فهذا الحمل أقرب -إن شاء الله- جمعا بين النصوص، وحمله بعض الشراح كالنووي على جميع الليل، وعبارة النووي: فيه إِثْبَاتُ سَاعَةِ الْإِجَابَةِ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ، وَيَتَضَمَّنُ الْحَثَّ عَلَى الدُّعَاءِ فِي جَمِيعِ سَاعَاتِ اللَّيْلِ رَجَاءَ مُصَادَفَتِهَا. انتهى
ولا يدل الحديث على تعين إعطاء العبد عين ما سأل، فإنه إذا ادخر له ثواب دعائه، أو صرف عنه من الشر مثله؛ كان كمن استجيب له.
ولذا؛ قال القاري في شرح قوله: إلا أعطاه الله إياه. أي: حقيقة أو حكما. انتهى
ومعناه حقيقة: بأن يعطيه عين ما سأل، أو حكما: بأن يعطيه أحد الثلاثة المعروفة المذكورة في الحديث.
والله أعلم.