الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فرحم الله أباك رحمة واسعة، وعليك أن تجتهد في بره والإحسان إليه بعد موته بالصدقة عنه، والدعاء له، وأي قربة وهبتم ثوابها له، فإن ذلك ينفعه بإذن الله، وانظر الفتوى: 111133.
أما سؤالك عن مدى مسؤوليتكم عما حدث، فلا نستطيع الحكم الجازم في ذلك؛ لعدم اطلاعنا على ما حصل بالفعل.
لكن الظاهر- والله أعلم- أنك أنت ووالدتك لم يكن منكما أي تقصير، وليس أحد مسؤولا عما جرى بحال، فلا ينبغي أن تحملوا أنفسكم مسؤولية ما لم ترتكبوا، ثم هذا قدر الله تعالى، وقد مات أبوك حين حان أجله، والله لا يؤخر نفسا إذا جاء أجلها، فالحمد لله على كل حال.
وأما لو أنكم ذهبتم به إلى المشفى قبل ذلك، فالله وحده هو الذي يعلم ما الذي كان سيحدث لو وقع هذا، والله وحده هو الذي يعلم ما لم يكن لو كان كيف كان يكون، فدع عنك القلق والاضطراب، ولوم النفس، فالأمر لا يستدعي هذا، وانفع والدك بما يمكنك نفعه به بعد موته، مما تقدم ذكره.
والله أعلم.