الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن ييسر لك أمرك، وأن يدبر لك الخير حيث كان.
وأما مسألة الانتقام من هذا العرّاف، فلا تشغل نفسك بها؛ فإن هذا لا يجدي عنك نفعًا، بل قد يزيد من الضرر؛ ففوّض أمرك إلى الله تعالى؛ فالله عز وجل غالب على أمره، ولا يُردُّ بأسه عن القوم المجرمين، وهو يملي للظالم، حتى إذا أخذه لم يفلته.
ومن لم ينل جزاءه العادل في الدنيا، فأمامه يوم يقام فيه العدل المطلق، قال تعالى: وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ {الأنبياء:47}، وقال سبحانه: وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ {إبراهيم:42}.
وإنما المهم في مشكلتك هم أطفالك، وحال أمّهم بوصفها المذكور في السؤال، فهذا هو الذي ينبغي أن تنشغل به، وتسعى في معالجته.
فالظن أن قانون بلدك يجعل حضانة أولادك مع أمّهم؛ رغم ما وصفت من حالها.
ومن ثم؛ فالذي يمكنك فعله هو بذل الجهد في نصح طليقتك، وبيان ما هي عليه من الباطل، وأن تسعى للتفاهم معها لأخذ أولادك عندك، وتستعين على ذلك بمن يمكنه مساعدتك من الأقارب، والوجهاء في بلدك.
واعلم أن الأمور بيد الله تعالى، يصرّفها كيف يشاء؛ فهو القادر على تيسير العسير، وتقريب البعيد، وهداية الضال؛ فتوجّه إليه بكُلّيتك، واصدق في التوكل عليه، والاستعانة به، وأحسن به الظن، وتقرّب إليه بما استطعت، ثم اصبر واحتسب، وترقَّب الفرج.
والله أعلم.