الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أنك قد فرطت فيما أوجبه الله -تعالى- عليك من المحافظة على الصلوات، وليست الدراسة عذرا في تأخير الصلاة عن وقتها.
فالصلاة لها مكانة عظيمة في الإسلام، فهي الركن الثاني منه بعد الشهادتين، وهي أول ما ينظر فيه من أعمال المسلم، فمن حافظ عليها فاز ونجا، ومن ضيعها خاب وخسر.
فاتق الله -أيها السائل- وصل كل صلاة في وقتها، سواء كنت في البيت أو كنت في الجامعة، فلا عذر لك في تأخير شيء منها. وكم من طالب في الجامعة لم تكن الدراسة مانعا له من أداء الصلاة.
وكون المسجد مغلقا هذا ليس عذرا في ترك الصلاة حتى يخرج وقتها. فيمكنك أن تصلي في مكان المحاضرات، أو حديقة الجامعة أو في أي مكان، فالأرض كلها مسجد وطهور، ويمكنك أن تتوضأ في أي مكان أيضا ما دام عندك ماء.
وإن حصل تفريط وفاتتك صلاة، فالواجب عليك قضاؤها فورا، ولا يجوز أن تؤخرها.
وأما قضاء صلوات اليوم التي تفوتك، وتأخير قضاء صلوات الشهرين الماضيين، فقد سبق أن ذكرنا أقوال الفقهاء في حكم الترتيب بين الفوائت، وملنا إلى أنه مستحب، وليس شرطًا ولا واجبًا، كما في الفتوى: 136178، والفتوى: 212380.
فلو قضيت صلاة اليوم وأخرت الصلوات السابقة، فالقضاء صحيح، ولكن يجب عليك فورا أن تقضي كل الصلوات الفائتة بقدر المستطاع، وأقل عدد تقضيه في اليوم هو صلاة يومين، على ما فصلناه في الفتوى: 447370 عن المقدار الذي يقضيه الشخص من الصلوات الفائتة، وحكم التثاقل عن القضاء، وانظر الفتوى: 433357 فيما يجوز جمعه من الصلوات الخمس وما لا يجوز، والفتوى: 247363 عن حكم الالتحاق بكلية لا يمكن تأدية الصلوات فيها إلا في آخر اليوم جمعًا.
والله أعلم.