الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فننبهك أولًا إلى أن اتخاذ هذه المسافات بين المصلين حذرًا من انتشار الوباء، ليس ممنوعًا، بل هو من الأخذ بالأسباب المشروعة، وتسوية الصف سنة عند عامة العلماء؛ فترك هذه السنة حذرًا من تفشي المرض، مما لا حرج فيه -إن شاء الله-.
والذي ننصحك به هو أن تدع عن نفسك وسواس الرياء، وأن تجتهد في فعل الصالحات، مخلصًا لله تعالى.
وإمامتك لهؤلاء الناس- إن كنت أحفظهم-، شيء حسن، تثاب عليه -إن شاء الله تعالى-.
ولا تمتنع من الإخبار بمقدار حفظك؛ فإنك إن أخبرت بهذا بقصد أن يُقتدَى بك في الخير، كنت مثابًا -إن شاء الله-.
وبالجملة؛ فالوسوسة في باب الرياء، تصدّ عن كثير من سبل الخير، وليست هي أمرًا محمودًا.
فدعك منها، واحرص على تحقيق الإخلاص، ما أمكن.
وإن دعت مصلحة راجحة لإبداء عملك، فلا تمتنع من ذلك.
والله أعلم.