الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيرا على حبك الخير لهذا الشاب، وحرصك على مناصحته في أمر لزوم الصحبة الخيرة، واجتناب الصحبة السيئة، جعل الله ذلك في ميران حسناتك.
ونوصيك أيضا بكثرة الدعاء بأن ييسر الله له الهداية وأسبابها، فالدعاء سلاح المؤمن، قال تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ {البقرة:186}.
وأسلوب النصيحة وكونها بالحسنى والرفق واللين، واختيار الوقت المناسب لتقديمها، من أفضل ما تؤتي به النصيحة ثمارها، قال تعالى: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ {النحل:125}.
وروى مسلم عن عائشة -رضي الله عنها- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه. هذا بالإضافة إلى ما أرشدنا إليه من الدعاء.
وإن وجدت سبيلا لمواصلة نصحه، أو تسليط آخرين عليه فذاك، وإلا فقد أديت الذي عليك. ونصيحتنا لك أن لا تشغل نفسك بأمره، بل اصرف همتك إلى غير ذلك مما ينفعك في دينك ودنياك.
واعلم أن من يعصي الله تعالى، فحقه أن يبغض في الله بسبب معصيته، وأن المؤمن ينبغي أن يحب لله، ويبغض له سبحانه وتعالى، وراجع الفتوى: 65075. ولمزيد فائدة راجع الفتوى: 22754.
ويجب الحذر من الوقوع في التفاني في المحبة، مما قد يجر إلى ما هو أسوأ، نسأل الله العافية، وقد سبق بيان حكم الحب وأنواعه، والإعجاب الذي هو نوع من العشق المحرم في الفتوى: 8424.
والله أعلم.