الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الصدقة على الفقراء والمعوزين المتعففين منهم والسؤال من أفضل الأعمال عند الله تعالى، كما قال عز وجل: الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنّاً وَلا أَذىً لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (البقرة:262)، وقال: وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ*لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (المعارج:25)، وإنما يمتنع الشخص عن التصدق على من تيقن أنه ليس من أهل الصدقة أو أنه يستعين بها على معصية الله تعالى، أما من جهل حاله وادعى الفقر والمسكنة فإنه يعطى كما أعطى النبي صلى الله عليه وسلم رجلين سألاه فرآهما جلدين، فقال: إن شئتما أعطيتكما ولا حظ فيها لغني، ولا لقوي مكتسب. رواه أحمد.
وأما معنى الآية الكريمة: وأما السائل فلا تنهر. فيقول الطبري رحمه الله: وأما من سألك من ذي حاجة فلا تنهره، ولكن أطعمه واقض له حاجته. ا.هـ
وقال القرطبي: وأما السائل فلا تنهر، أي لا تزجره فهو نهي عن إغلاظ القول، ولكن رده ببذل يسير، أو رد جميل. ا.هـ
فمعنى الآية يتفق مع ما تقدم.
والله أعلم.