الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنحن مع الأخ السائل في أن وجوده في هذه البيئة يعود بالضرر عليه وعلى زوجته وأولاده، ذلك أن معايشة المعاصي والمنكرات تظلم القلب وتضعف الدين وتجر إلى الفتنة، وينشأ الأولاد عليها فتعتادها قلوبهم ويصعب عليهم التخلص منها بعد ذلك، فهذه مفسدة ظاهرة، والمصلحة الخروج من هذا البيت وتقابل ذلك مفسدة عصيان الأم وإغضابها، وإذا نفذت هذه الأم ما تهدد به من تطليق زوجتك عن طريق السحر، فهذه مفسدة عظيمة أيضاً فإن السحر والتعامل به كبيرة عظيمة وإثم مبين.
فالذي ننصح به الأخ الكريم أن يبذل جهده في سبيل إقناع أمه بأن تتركه يخرج من المنزل ليستأنف حياة تقوم على طاعة الله عز وجل، فإذا نجح في ذلك فقد ظفر برضا أمه وجنبها الوقوع في معصية السحر والتعامل به، وإن أخفق في هذا فالنصيحة أن تغادر البيت حفاظاً على دينك وخلقك ودين أهلك وخلقهم والذين ستسأل عنهم أمام الله عز وجل، وفي الحديث: الرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته... رواه البخاري.
وليس عليه إثم من جهة مخالفته أمر أمه في عدم المغادرة لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الله تعالى، وفي الحديث: إنما الطاعة في المعروف. رواه البخاري.
والله أعلم.