الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فينبغي المسلم أن يكون قدوة للآخرين في الخير، وخاصة إذا كانوا كفارًا، فتكون سيرته هاديًا وحاديًا لهم للدخول في الإسلام، ولا يظهر بمظهر المخادع، كما قد يبدو من حالك مع هذه الفتاة، حيث وعدتها بالزواج منها، وربما يكون ذلك أغراها بالوقوع معك في الفاحشة، وقد تتسبب بذلك في ردّتها، إن كانت قد أسلمت، أو رغّبتها عن الدخول في الإسلام بعد أن كانت راغبة في الدخول فيه.
ولم يتبين لنا من السؤال إن كانت قد دخلت في الإسلام حقيقة، أم لم تدخل فيه بعد: فإن كانت قد أسلمت؛ فالإسلام يهدم ما كان قبله، وهذا مما قد يعينك في إقناع أهلك بالموافقة على زواجك منها، فإن تيسر إقناعهم، فالحمد لله، وإلا؛ فإن كان الرفض من قبل والديك؛ فالأصل وجوب طاعتك لهما، وعدم الزواج منها، إلا إذا خشيت على نفسك الوقوع معها في المعصية؛ بسبب تعلّق قلبك بها، وانظر لمزيد الفائدة الفتوى: 93194.
ولو لم تدخل في الإسلام، ولكن ندمت على ما وقعت فيه من الفاحشة، وحسنت سيرتها؛ جاز لك الزواج منها، ولكن ينبغي إقناع الأهل أولًا -كما تقدم-.
وفي حال رفض الأهل زواجك منها، فاعتذر لها بلطف، ولعل الله سبحانه ييسر لها الزواج من غيرك.
والواجب عليك قطع أي علاقة معها؛ حتى لا تقع في حبائل الشيطان، فيغريك بالوقوع معها في الفاحشة مرة أخرى.
والله أعلم.