الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالمفتى به في الموقع هو أنك ما دمت لم تنوِ الطلاق بهذه الألفاظ؛ فلم يقع طلاقك؛ سواء كان وقت الغضب، أم الخصومة، أم وقت الرضا، وهذا قول الحنفية، وغيرهم، قال الكاساني -رحمه الله- في بدائع الصنائع: وَلَا خِلَافَ أَنَّهُ لَا يَقَعُ الطَّلَاقُ بِشَيْءٍ مِنْ أَلْفَاظِ الْكِنَايَةِ، إلَّا بِالنِّيَّةِ، فَإِنْ كَانَ قَدْ نَوَى الطَّلَاقَ، يَقَعُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللهِ تَعَالَى، وَإِنْ كَانَ لَمْ يَنْوِ، لَا يَقَعُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللهِ تَعَالَى. انتهى.
فليس عليك شيء بخصوص هذه الألفاظ، وليس لها أثر على عصمة الزوجية.
وعليك الإعراض عن الوساوس، وترك البحث والتدقيق في هذه المسائل، والحذر من مجاراة الوساوس؛ فإن عواقبها وخيمة، والإعراض عنها خير دواء لها؛ فاستعن بالله، ولا تعجز.
والله أعلم.